Telegram Group Search
🐪 الهجرة النبوية المباركة (١٦) 🐪


أحداث معجزات فى طريق الهجرة

في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وقعت معجزات حسية، هي من أعلام نبوَّته، ودلائل ملموسة على فضله ومنزلته، وحفظ الله ورعايته له، ومن ذلك ما جرى له صلى الله عليه وسلم مع أُمِّ مَعبد*، وما حدث مع *سراقة بن مالك*، ووعده إياه بأن يَلبَس سواري كسرى، *فعلى الدعاة ألا يتنصَّلوا من ذكر هذه المعجزات وغيرها، ما دامت ثابتة بالسنة الصحيحة٠٠٠*

*تنبـــــــه🤚*
*المعجزات التى سأذكرها لحضراتكم هنا هى معجرات طريق الهجرة فقط أما معجرات النبى صلى الله عليه وسلم عامتاً فسبق تفصيلها فى* (سلسلة أنا النبى لا كذب سيعاد النشر بحول الله)

*♦️أولى معجزات طريق الهجرة👇*

*🔹أُمُّ مَعبـــــــــــد٠٠٠*

*سبق الإشارة فى حلقة سابقة عن أم معبدة الخزاعية٠٠ ولكن تعالوا نتكلم هنا بشئ من التفصيل عن تلك المعجزة وهذا الموقف لنبينا صلى الله عليه وسلم٠٠٠*

*تقول أم معبد رضي الله عنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة خرج مهاجرًا إلى المدينة، هو وأبو بكر رضي الله عنه، ومولى أبي بكر وهو عامر بن فهيرة، ودليلهما عبدالله بن أريقط الليثي، مرُّوا على خيمتي أم معبد الخزاعية - تقول وكنت برزة؛ تعني: أنها كانت امرأة كهلة كبيرة في السن، لا تحتجب احتجاب الشواب، تحتبي بفناء الخيمة، ثم تسقي وتطعم - فسألوها تمرًا ليشتروا منها، فلم يصيبوا عندها شيئًا من ذلك٠٠٠*

*وكان القوم مُرملين مُسنتين؛ تعني: أنه قد نَفِدَ زادهم، وأصابهم القحط، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاةٍ في كسر الخيمة - تعني في جانبها - فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: شاةٌ خلفها الجهد عن الغنم - تعني أنها هزيلة لا تقدر على المشي مع الغنم للرعي - فذهب أبو معبد ليرعى الغنم وبقِيت هي، قال عليه الصلاة والسلام: (هل بها من لبن؟)*

*قالت: هي أجهد من ذلك، تعني أنها لضعفها لا يمكن أن يكون بها من لبن، فقال عليه الصلاة والسلام: (أتأذنين لي أن أحلبها؟)، وتأملوا في هذا الأدب النبوي العظيم، حينما يستأذن من هذه المرأة في حلالها، ولا يهجم عليه، ولا يتصرَّف تصرف الفضولي، مع أنه يعلم أنه مهما أتى شيئًا مما للمسلمين، أو ممن يعظمونه ويجلونه كحال هذه المرأة، فإنهم لن يمانعوا، بل إنهم فرحون محبورون*

*هنا نلاحظ أن النبى صلى الله عليه وسلم صاحب الخُلق العظيم نادى ام معبد بكنيتها واستأذنها لحلب الشاة الهزيله رغم إنها امرأة مشركة٠٠فما هو حالك مع اخيك المؤمن واختك المؤمنة؟*


🌷🌷🌷نتابع
قَدْ أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بما آتَاهُ.

الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 1054 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : من أفراد مسلم على البخاري

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَتعهَّدُ أصحابَه بالموعظةِ والنُّصحِ والتَّرغيبِ في مَعالي الأمورِ؛ لتكونَ الدُّنيا في أيْديهم وليْس في قُلوبِهم، ويكونَ ما حَصَّلوه منها عوْنًا لهم على الطَّاعةِ.
وفي هذا الحديثِ إرشادٌ مِنَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لِأُمَّتِه إلى أنَّ طلَبَ الزِّيادةِ على الكَفافِ لا يَنبغِي أنْ يُتعِبَ الإنسانُ نفْسَه في طَلَبِه؛ لأنَّ المحمودَ مِنَ الرِّزقِ ما حَصَلَتْ به القُوَّةُ على الطَّاعةِ، ويكونُ الاشتِغالُ به على قَدْرِ الحاجَةِ، فأخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّه قدْ حاز الفَلَاحَ وفاز به، مَن أَسْلَمَ إسلامًا صَحيحًا؛ لأنَّه خَلَص مِن الكُفرِ والشِّركِ، وهو الذَّنْبُ الَّذي لا يَغفِرُه الله، ورُزِقَ الكِفايَةَ بلا زِيادةٍ ولا نَقْصٍ، وما يَكُفُّ عن الحاجاتِ ويَدْفَعُ الضَّروراتِ والفَاقَاتِ، والمرادُ به: الرِّزقُ الحلالُ؛ لأنَّه لا فَلاحَ مع رِزقٍ حرامٍ، وقولُه: «وقَنَّعَهُ اللهُ بما آتَاهُ»، أي: رَزَقَه اللهُ القَناعَةَ بما عندَه مِن الكَفافِ، فلم تَطمَحْ نفْسُه لطلَبِ ما زاد على ذلك.
وفي الحديثِ: الفَوْزُ والفَلاحُ لِمَنْ أَسْلَمَ للهِ، ورَضِيَ بما قَسَمه اللهُ له.
وفيه: فضْلُ القَناعةِ وأنَّها مِن أسبابِ الفَلَاحِ
.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :

( ‏الرضا يفتح باب حُسن الخُلُق مع الله تعالى ومع الناس ، فإنَّ حسن الخلق من الرضا ، وسوء الخلق من السخط ، وحسن الخلق يبلُغ بصاحبه درجة الصائم القائم ، وسوء الخُلق يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) .

مدارج السالكين ٢ / ٢١٢
كيف تكون موفقاً (١٨)


تابع/ اسباب غلق باب التوفيق
يقولُ الإمام ابنُ القيمِ رحمه الله تعالى رحمة واسعة: سعادةُ الإنسانِ في حرصِه على ما ينفعُه في معاشِه ومَعادِه)، وكلما ازدادَ نفعُ الأمرِ ازدادتْ أهميةُ الحرصِ عليه، وتقديمِه على غيرِه حالَ التعارضِ وتعذُّرِ الجمعِ؛ فنفْعُ الدِّينِ مقدَّمٌ على نفعِ الدنيا، ونفْعُ النَّفْسِ مقدَّمٌ على نفعِ الغَيرِ، والنفعُ الجَمْعيُّ مقدَّمٌ على النفعِ الفرديِّ*.

*ومع إنهاءِ الاجتهادِ نهايتَه، وإبلاغِ الحرصِ غايتَه، فلا بدَّ منِ استشعارِ الضَّعفِ البشريِّ وأنَّه لا غنى عن الاستعانةِ باللهِ، والتوكلِ عليه، والالتجاءِ في كلِّ الأمورِ إليه؛ إذ أَزِمَّةُ الأمورِ بيدِه، والكونُ يجري بأمْرِه، ومَرَدُّ العواقبِ إليه: "*

*( واستعنْ باللهِ)فلا مُعِينَ إلا هو، كَبُرَ الأمرُ أو صَغُرَ، عمَّ أو خصَّ، ولَعَمْرُ اللهِ إنَّ تلك الاستعانةَ لهيَ أعظمُ أسبابِ التوفيق، وتحمّلِ المشاقِّ وتَيَسُّرِها، وسرعةِ الوصولِ إلى الهدفِ الأسمى المنشودِ، وهي مصدرُ قوةٍ ربانيةٍ تَضُخُّ في قلبِ العبدِ عزمةَ إقدامٍ لا تَنْثَنِي ما دامَ في العمرِ بقيةٌ وللقدرةِ مجالٌ، وتملؤه فأْلًا وتوقُّعًا في الخيرِ مُطْمِعَا*

*قال بعضُ السلفِ: "مَنْ أحبَّ أنْ يكونَ أقوى الناسِ، فليتوكلْ على اللهِ"*

*قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمه الله تعالى: "وأما أرجحُ المكاسبِ: فالتوكلُ على اللهِ، والثقةُ بكفايتِه، وحسنُ الظنِّ به"*

*وقال ابنُ القيِّمِ رحمه الله تعالى: "فإنْ قلتَ: فما معنى التوكلِ والاستعانةِ؟ قلتُ: هو حالٌ للقلبِ يَنشأُ عن معرفتِه باللهِ، والإيمانِ بتفرُّدِه بالخلْقِ والتدبيرِ، والضُّرِ والنفعِ، والعطاءِ والمنعِ، وأنَّه ما شاءَ كان وإن لم يشأِ الناسُ، وما لم يشأْ لم يكنْ وإنْ شاءه الناسُ؛ فيوجِبُ له هذا اعتمادًا عليه، وتفويضًا إليه، وطمأنينةً به، وثقةً به، ويقينًا بكفايتِه لما توكَّلَ عليه فيه، وأنه مليٌّ به، ولا يكونُ إلا بمشيئتِه، شاءَه الناسُ أم أَبَوْهُ، فتشبِهُ حالتُه حالةَ الطفلِ مع أبويه فيما ينوبُه من رغبةٍ ورهبةٍ هما مَلِيَّانِ بهما، فانظرْ في تجرُّدِ قلبِه عن الالتفاتِ إلى غيرِ أبويه، وحبْسِ همِّه على إنزالِ ما ينوبُه بهما، فهذه حالُ المتوكِّلِ، ومن كان هكذا مع اللهِ فاللهُ كافيه ولا بدَّ، قال اللهُ تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ*﴾ (الطلاق: 3)
*أي: كافيه، والحَسْبُ الكافي"*.
🕋 أنا النبي لا كذب (19) 🕋

معجزته في العصمة
نعم ٠٠ ﷲ جل جلاله عصم نبيه صلى ﷲ عليه وسلم من الناس وكفاه أذيتهم قال تعالى :
﴿٠٠٠٠٠٠٠٠وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ ... ﴾[ المائدة67]

وقال تعالى :
*﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾*[الحجر95 ] .

فلما نزلت الآية :*﴿... وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ ..﴾* صرف النبي صلى الله ليه وسلم من كان حارساً له من الصحابة وقال : " انصرفوا فقد عصمني الله ".

*فظل نبينا صلى الله عليه وسلم بين أعدائه بمكة ثلاث عشرة سنة، وبين مشابهيهم من المنافقين واليهود عشر سنين٠٠٠*

*فما تمكن أحد من إيصال أي أذى إليه صلى الله عليه وسلم بل كفاه مولاه شر أعدائه حتى أظهر الدين وأتمه٠٠٠*

*💢عصمته من صناديد قريش💢*

*ومن عصمة الله [عز وجل] لرسوله حفْظُه له من أهل مكة وصناديدها ومُعَانديها ..*

*فصانه عز وجل في ابتداء الرسالة بعمه أبي طالب، إذ كان رئيسًا مطاعًا كبيرًا في قريش..*

*فلما مات أبو طالب أحب المشركون أن ينالوا منه صلى الله عليه وسلم فقيض الله [عز وجل] له الأنصار فبايعوه على الإسلام٠٠٠*

*فكلما هم أحد من المشركين وأهل الكتاب بسوء كاده الله ورد كيده عليه٠٠٠*

*💢عصمته من كيد اليهود💢*

*فلما كاده اليهود بالسحر حماه الله منهم، وأنزل عليه سورتي المعوذتين دواء لذلك الداء٠٠٠*

*ولما سمت المرأة اليهودية ذراع تلك الشاة بخيبر، أعلمه الله به وأنطق الشاه وحماه [الله] منه٠٠٠*.

أما عن عصمته من قتله على يد أحد المشركين فى غزوة أحد ودفاع الملكين جبريل وميكائيل عنه .. فهذا ما سنعرفه فى المرة القادمة بإذن الله ٠٠٠٠٠٠فتفضلوا بالمتابعة
🐪الهجرة النبوية المباركة (١٧)🐪

نتابع ٠٠ قصة أم معبــد

تأملوا هذا النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حينما ينادي هذه المرأة بكُنيتها أم معبد احترامًا وإجلالًا وتقديرًا، وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن لطيفًا مقدرًا لكل مَن يلتقي بهم، لا من رجل ولا امرأة، لا من مسلم ولا غير مسلم، فهذا حق ينبغي أن يصدر من الإنسان الذي تمثل أخلاق الإسلام، أن يقدِّر من يلتقي به، وأن يتحدث معه بما يليق*.

*فلما استأذن عليه الصلاة والسلام: أتأذنين لي أن أحلبها؟ قالت: بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبًا، فاحلبها*

*وتأملوا هذه المرأة التى كانت حينها لازالت على الكفر حينما تفدي رسول الله بأبيها وأمها، مع أنه أول لقاء بينهما، وما ذلك إلا لأنه أسَر قلبها، وحلَّ بسويدائه حبًّا وتقديرًا لأمرين✌️٠٠*
*لَما رأت عليه من مخايل النبوة ومهابة الفضل والشرف، ولما كان يتعامل معها من أدب واحترام، بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبًا فاحلبها، فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمسح بيده ضرعها، وسمى الله جل ثناءه، ودعا لها في شاتها، فتفاجَّت عليه؛ أي: فتحت ما بين رجليها للحلب؛ لكثرة ما اجتمع في ضرعها من اللبن بفضل الله و ببركة دعائه ومسحه عليه الصلاة والسلام*

*قالت: ودرَّت واجترت، فدعا بإناء يُربض الرهط؛ تعني إناء يكفي لإشباع رهطٍ من الناس من ثلاثة إلى عشرة، حتى إنهم إذا شربوه تثاقلوا، فربضوا وناموا لكثرة ما شربوا، قالت: فحلب بها ثجًّا؛ أي: إن الحليب يصب من ضرعها ويسيل سيلانًا لوفرته حتى علاه البهاء؛ أي: إنه امتلأ الإناء بهذا الحليب، وصار أعلاه رغوة اللبن اللامعة*

*قالت: ثم سقاها حتى رويت، سقى رسول الله أم معبد حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب آخرهم*.

*فما أعظمه من تواضع وما أكرمه من تعامل! بدأ بصاحبة الدار، ثم أعطى أصحابه، يخدمهم وهو أشرف الخلق، ثم شرب بعدهم، فلم يتقذر مما شربوا، وهو القائل: (إن سؤر المؤمن لا ينجس)، فهذا تواضع جم، وخلق أشم من هذا النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه*.

 
2025/07/06 16:57:01
Back to Top
HTML Embed Code: